الثلاثاء، 28 يونيو 2011

درعا الحرية..


كم سعيدةٌ هي المدينة التي تنتهي رحلة عشاقها بها
فيرفعون كأس نخبها، ويرمون عليها الألقاب:
مدينة السلام، الفيحاء، القدس، المكرّمة، المنوّرة،
عاصمة النور، الزهور، البيضاء..
كم سعيدةً هي المدينة التي تبدأ رحلة عشاقها
بالبحث عن لقب يليق بها، فيحتارون ولا يجدون
إلا أن يهتفوا: "بالروح، بالدم، نفديكِ يا درعا"..
كم سعيدةٌ، درعا بأن يعجز عشاقها عن إيجاد لقبٍ لها
فيحملون في يدهم وردةً، ويرمون بأنفسهم في حضنها
مضرّجين بالدماء..
كم سعيدةٌ حزينةٌ درعا على شبابها أن لا يجدوا
مبرّراً واحداً لأن يعودوا للوراء،
فيرتدون في اندفاعهم ثياب عرسهم أمامها،
وتعجز هي عن أن تغلق الباب
بوجه من أيقظت في دمهم كرامة السحاب..
كم سعيدة درعا، لأن تكون الحضن الذي يعني لهم
حفاوة الحضور في الغياب...
كم حزينة درعا، لأنْ يكون شرط نيلها هذا اللقب..
أن تزفّ شبابها على أسنّة الحراب...
**** **** ****
درعا.. أي لقب يليق بك
أي لقب يليق بالجميلة التي ارتدت ثياب أسلافها
مطرّزة بشقائق النعمان
ونزلت كهوف العالم السفلي
لتحضر الربيع السوري الذي أكله "نظام الخنازير المسوخ"
من لم يرضعوا الحبّ، فنشروا الكراهية
من لم يمتلكوا شرعية الحكم، فأباحوا شريعة الدم
من فقدوا شرعية النظام، فهدّدوا بإشاعة الفوضى
من واجههم الشعب بمظاهرات السلام، فواجهوه بالدبابات..
أي لقب يليق بك أيتها المسالمة التي تسلّحت بالسلم والورود
فجرّدوها أمام إصرارها، على الباب وفي دهاليز الموت
من خبز أهلها، حليب أطفالها، نور بيتها، ومن مائها..
أي لقبٍ يليق بك أيتها الأبية التي حاولوا إذلالها
بجرّها من عنقها في القيود
مرتكبين لترويعها أمامها كلَّ موبقات القتل والتمثيل بالجثث..
أيتها المدينة الأم التي قتلوا شبابها الجرحى في المستشفيات..
أيتها الأم التي ذهبت لإحضار ابنها من المشرحة
ولم ترَ مثلنا نحن المسمّرين أمام الشاشات
أن المسوخ الذين احتجزوا جثته لم يغسلوا دماءه عن وجهه، فقبّلته
لم ترَ مثلنا أن وجهها مطرّزٌ بدم ابنها، ونظرتْ إلينا
مستغربةً نظراتنا، لا تعرف ماذا تقول..
أيتها الأمّ الكبرى، المكابرة التي أزهرت دماء ابنها على خدّها
شقائق النعمان دون أن تسقيها الدموع
أيتها الأم الصابرة التي تسمع صراخ أطفالها
يُطحنون بين أنياب المسوخ وتحت غائلة الجوع
وتكابر أمام حصار دبابات المسوخ
من لا يسمعون صراخ طفل
من لم يعودوا سوى آلة قتل..
أيتها الأم الأبية التي حاولوا إذلالها بكل موبقات القتل
لكنها دخلت برأسها المرفوع كالنهار
رافعةً علامة الحرّية والصلبان والأهلّة
مواجهةً الموتَ بإرادة الحياة، الحصارَ بشغف الحرّية
وناثرة النار في الشعار الذي يعلو في وديان حوران:
" الموت.. ولا المذلّة"
درعا.. بأيّ لقبٍ نناديك يا درعا لكي نكسر الحصار
أي لقب نطلقه عليك يا درعا ليولد النهار
أي لقب نرفع له كؤوس أنخابنا، لمجدك عالياً
أيتها المجيدة الممجّدة
يامدينة الحرية
يازهرة الحرّية
ياسيدة ربيعنا السوري
ربيع سورية الديمقراطية الواحدة المتعدّدة.

مشاركة الشاعر: سلام مفلح
٢٧/٦/٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق